وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
إن النوم انقطاع عن الحق تعالى ، وذلك لانتفاء الذكر بكل صوره ، سواء بالقلب أو باللسان ، ولهذا يدع الرجل - كما روي - فقيراً يوم القيامة ..ولهذا لا يحسن النوم إلا عند الحاجة إليـه ، وبالمقدار الذي به قوام البدن ، كما لم يحسن التقلب في الفراش الذي هو حرمان لفوائد النوم واليقظة معا ..وقد سأل موسى (ع) ربه عن أبغض الخلق إليه ، فأوحى إليه: { جيفة بالليل وبطال بالنهار ومن هنا كثرت الأدعية الواردة قبل النوم ، لتذكّر العبد بحقيقة أن هذه العملية الشبيهة ( بالموت ) ، إنما هي وسيلة لاستعادة ( نشاط ) الحياة من أجل عبودية أفضل .
حــكــمــة هذا الــيــوم :
(اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ..).. إن علينا أن نعيش حقيقة رازقية الله عزوجل ، وأنه هو الذي يرزقنا من خلال هذا السحاب المسخر بين السماء والأرض.. فما نأكله هو من بركات الأرض ، وبركات الأرض هي من بركات السماء.. ربنا هو الذي يسوق هذه الرياح من بلد إلى بلد.. قدرته قدرة قاهرة.. وعظمته عظمة غالبة.. فإن الذي ينظر إلى رازقية الله عزوجل ، هل يمد عينه إلى المخلوقين ؟.. إن هذا الاعتقاد يجعله ينظر نظرة أخرى.. فعندما يطلب مالاً من أحد ، فإنه يطلب منه على أنه سبيل من سبل الله عزوجل.. وعندما يطلب عوناً من أحد ، لا يغفل عن ذلك المسبب للأسباب..
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
إن الإمام عينه على الخِلقة، من المجرات والأفلاك وما تحته.. وعينه على خصوص المستضعفين من الناس، ولو كانوا كافرين.. كالنبي (ص) الذي كانت له التفاتة حتى لغير المسلمين، وعلى رأس غير المسلمين كفار مكة، ومن المعلوم كيف عاملهم.. وله التفاتة لخصوص المسلمين الذين يتشهدون الشهادتين، وله التفاتة لخصوص المؤمنين.. وله التفاتة لخصوص السالكين إلى الله تعالى، فالإمام (ع) عينه على هذه الثلة القليلة، بمعنى العناية المركزة.. فإذا رأى في عبد التفاتة إلى الله تعالى، وله في جوف الليل مناجاة مع رب العالمين، وله ولاء لأهل البيت (ع): يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم.. وله التفاتة لولي أمره: يدعو لفرجه في كل صبيحة، ولو في كذا أربعينية من أربعينيات العهد؛ ولا يفوّت في اليوم والليلة في صلواته إلا وقد ذكر دعاء الفرج في قنوته؛ وفي صبيحة يوم الجمعة والأعياد الأربعة، يندب إمامه باكيا عليه...؛ فإن الإمام (ع) يجعله في رعايته الخاصة..
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
قال الإمام الصادق (عليه السلام): إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل، فتغلبه عينه فينام.. فيثبت الله له صلاته، ويكتب نفسه تسبيحا، ويجعل نومه عليه صدقة.
بستان العقائد :
إن الدعاء يحتاج إلى توجه والتفات، إلى الجهة المدعوة.. والتوجه فرع معرفة المتوجَه إليه، فالذي ندعوه، وهو الله تعالى لابد وأن نعرفه.. فالذي لا يعرف الله تعالى بعظمته وبجلاله، ولا يستشعر حالة الحب له، فإنه في الحقيقة -وإن دعا، ورفع يديه إلى السماء- لم يحقق شرط الدعاء، بل إن دعاءه حديث مع مجهول.. فكيف للإنسان أن يدعو من هو مجهولا عنده؟!..
كنز الفتاوي :
ما حكم من أفطر في شهر رمضان على صوت الأذان الذي اعتاد أن يفطر عليه ، ولكن كان شاكاً في صحة دخول الوقت قبل أن يفطر ، ولكنه أفطر ، ثم اكتشف أن الوقت لم يدخل ، وأن المؤذن كان متقدماً .. فما حكم هذا العمل شرعاً ؟..
عليه القضاء والكفارة
ولائيات
إن أئمتنا (ع) يدعون أتباعهم للتمسك بعروة الإسلام الوثقى.. ومن هنا إمامنا الباقر (ع) في حديث عتابي جميل يقول : يا جابر !.. أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟!.. فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يُعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع و الأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبرّ بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة ، والغارمين ، والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس ، إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء . قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله!.. ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة.. فقال (ع) : يا جابر!.. لا تذهبنّ بك المذاهب ، حَسْب الرجل أن يقول : أحب علياً وأتولاه ، ثم لا يكون مع ذلك فعّالاً ؟.. فلو قال : إني أحب رسول الله (ص) - فرسول الله (ص) خير من علي (ع) - ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عزّ وجلّ وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته.. يا جابر!.. فوالله ما يُتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليُّ ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدوّ ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع.
فوائد ومجربات
عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سلام الله عليه وَلِي عَلَى رَجُلٍ مَالٌ قَدْ خِفْتُ تَوَاهُ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِي: إِذَا صِرْتَ بِمَكَّةَ فَطُفْ عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ طَوَافاً وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ عَنْهُ، وَطُفْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ طَوَافاً وَصَلِّ عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَطُفْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ طَوَافاً وَصَلِّ عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَطُفْ عَنْ آمِنَةَ طَوَافاً وَصَلِّ عَنْهَا رَكْعَتَيْنِ، وَطُفْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ طَوَافاً وَصَلِّ عَنْهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ادْعُ أَنْ يُرَدَّ عَلَيْكَ مَالُكَ. قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ بَابِ الصَّفَا وَإِذَا غَرِيمِي وَاقِفٌ يَقُولُ يَادَاوُدُ حَبَسْتَنِي تَعَالَ اقْبِضْ مَالَكَ